من يملك متجرا إلكترونيا فيه من الماركات العالمية الراقية مثل هيرمز وجيفينشي وغوتشي ولويه فيتون، وغيرها الكثير لابد وأنه يشعر بالرضا بتنوع مبيعاته، ولكن ليس هذا ما يشعر به رجل الأعمال، أحمد الخطيب، مؤسس الموقع الإلكتروني
ماركا في آي بي، المتخصص في
التجارة الإلكترونية.
يبدأ الخطيب يومه بالتخطيط لمنافسة من هم في خانة متجره الإلكتروني ويعرضون البضاعة ذاتها، مستخدما بذلك عروضا تسويقية وتخفيضات تصل إلى %85 وعلى مدار 365 يوما من السنة، متحديا المراكز التجارية، فهو يستهدف زيادة استقطاب عملاء جدد بعد أن أصبح عدد زوار متجره 2 مليون زائر متفرد شهريا في الوقت الذي يبلغ فيه معدل الزيارات لأكبر المراكز التجارية في العالم العربي مثل
دبي مول إلى 5 ملايين زيارة شهريا.
يقول الخطيب إنه أبرم حتى الآن 120 ألف صفقة على ماركا في آي بي، التي تأسست في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2010، ويضيف أنني أوفر على عملائي عناء التجول في الأسواق والبحث عن أسعار مخفضة. إنه يسعى إلى زيادة اهتمام الكثير من الموردين وأقناع المستثمرين بضخ مزيد من الأستثمارات في هذا المركز التجاري الإلكتروني، وهذا بالفعل ما قامت به كل من شركتي لوميا كابيتال وإنفوس فاينانشال آدفايزرز الأمريكيتين، ما قيمته 5 ملايين دولار أمريكي في 6 من ديسمبر/ كانون الأول من العام 2011، كرأس مال في الشركة.
هذا الاهتمام من قبل المستثمرين يبرره نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية، خصوصا في الخليج. فقد أظهرت إحصاءات شركة
فيزا للدفع الإلكتروني إلى أنه خلال العام 2011، بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات 2 مليار دولار أمريكي، ما يجعلها الأولى من بين الدول العربية، تليها السعودية والتي وصلت قيمة المبيعات الآتية من التجارة الإلكترونية إلى 520 مليون دولار ثم قطر 375 مليون دولار. لذلك تجد الخطيب يقدم وعودا للمستثمرين، بالتوسعة ليشمل سوقه التجاري المزيد من الماركات العالمية الشهيرة.
إلى جانب وعوده إلى المستثمرين، يعد أيضا عملاءه، بمزيد من المنتجات والتنوع، إضافة إلى خدمات التوصيل للمنتج لمنزل العميل، في كل دول الخليج، الأردن ولبنان، ويقول: نهتم بشحن مشتريات عملائنا بكفاءة، لذلك تجده يعمل من أجل تأمين كل
الخدمات اللوجستية لتصل عدد الشحنات المرسلة إلى عملاءه 20 ألف شحنة نهاية 2011.
وفي الوقت الذي يقوم به بإيجاد مزيد من شبكات التوزيع محليا وعالميا، تجد أن رواد موقعه في تزايد، ليحقق زوار الموقع من السعودية الـ%40 من المبيعات الإجمالية للشركة خلال العام 2011، في حين حققت بقية أسواق دول الخليج %35 من المبيعات، بينما مثلت الأردن ولبنان معا %25 المتبقية. ينسب الخطيب هذه الأرقام المتصاعدة إلى سهولة عملية الشراء مقارنة بباقي المواقع، في ماركا في آي بي السعر الظاهر على الشاشة هو السعر النهائي الذي سيدفعه الزائر عن توصيل الشحنة، ولن يصدم الزائر بتكلفة إضافية من دون علم مسبق.
الخطيب، الذي يبلغ من العمر 31 عاما، كان قد توقع نجاح مشروع متجره الإلكتروني، ويقول: الأرقام تؤكد ذلك اليوم، مشيرا إلى ارتفاع الإيرادات الإجمالية من 65 ألف دولار أمريكي خلال الشهر الأول من انطلاق الشركة في ديسمبر 2010، لتصل اليوم إلى 15 مليون دولار بنهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2011، وهو ما يعني نسبة نمو شهرية تقارب الـ%60.
فلعل خبرة الخطيب، التي امتدت إلى نحو 10 سنوات في شركة
سيلكون فالي بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، إضافة إلى قضائه 8 سنوات خلال عمله مع عمالقة التجارة الإلكترونية في
إيباي و
أمازون، كان لها دورها في اختصار نجاح المشروع، حيث وظف خبراته في تأسيس هذا العمل، وتثبيت قدميه ومنحه ثقة أكثر للدخول في التجارة الإلكترونية كل ما كنت أحتاج إليه هو إقناع كبار التجار باستخدام الموقع كمتجر إلكتروني لبيع منتجاتهم الباهظة الثمن وقد فعلت. إنه على حق لقد وفر نافذة تجارية جديدة للمتاجر الكبيرة وأسهم في رفع مبيعاتها في ظل الأزمات المالية العالمية، ومن ناحية أخرى وفر لأصحاب الذوق الرفيع مبتغاهم.
عملاء موقع ماركا في آي بي، يصل عددهم اليوم إلى 700 ألف من شتى أنحاء الخليج، إضافة إلى الأردن ولبنان، وتصل عدد المنتجات إلى 500 علامة تجارية فاخرة، وما تبقى على المتسوقين سوى التأكد من قياستهم بطريقة دقيقة حتى يوفروا على أنفسهم مشاق الدخول إلى غرف القياس والانتظار في الصف! والتجـول وسط الازدحام.