كان هناك الكثير من الأرباح في عالم نشر الكتب خلال العقد
الماضي أو على مداه، ولكن ما الذي ستفعله وسائل
النشر التقليدية بعد عدة سنوات قادمة؟ حيث يزداد الإقبال على تجارب النشر
الالكتروني مع كتاب ناجحين مثل سيث جودين
عبر تجاوز وسائل النشر التقليدي، من خلال المشاريع الجديدة مثل موقع (NetMinds) المختص بالنشر
الرقمي، وومشاريع أخرى انبثقت تتعلق بالنشر الذاتي (self-publishing). لقد أصبح
لأمازون بطبيعة الحال حضورا كبيرا في مجال نشر الكتب مع إمكانية الدفع الفوري
المتقدمة، تماما مثل النشر التقليدي، فضلا عن إمكانية طباعة الكتب بناء على
الطلب (print-on-demand) وقرائتها على جهازه اللوحي (Kindle)بالطبع.
دائما ما أتلقى أسئلة
من كتاب محتملين
يتساءلون ما اذا كانت كتبهم تستحق النشر
بالطريقة التقليدية الكلية. الجواب السريع هو أن ذلك يعتمد على
أمور عدة. ولكن الجميع يريد أن يعرف أين يتوجه
الاستثمار في نشر الكتب؟ من الذي سينجو، ومن
الذي ستبدو على وجهه علامات الخسارة بعدما تنتهي المعركة؟
بالطبع لا أحد يعرف، ولكن ملامح ما سيحدث أصبحت أكثر
وضوحا بالفعل ، حيث لا تبدو الصورة مبهجة لأصحاب النشر التقليدي. إذا أن بعض التنبؤات
الحالية باتت تبعث المخاوف في الكتاب والناشرين والوكلاء، وغيرهم في هذه الصناعة. هذه بعض من
ملامح النشر التي ستسود في المستقبل.
1.
قوة (أمازون-Amazon) تتنامى باستمرار.
مرة بعد أخرى ستصبح القراءة على الطريقة
الالكترونية أسهل بالنسبة لك، وهذا يعني أنك ستستخدم جهاز أمازون اللوحي (Kindle) أو تطبيقها (Kindle
app).
يتمتع أمازون بنفوذ قوي وراء الكواليس حيث يمكنه ذلك من التعامل بشكل جيد مع
العملاء في الواجهة عندما يكون عليه ذلك. إنه لا يقاوم.
2.
فرصة واحدة هي ماتبقى
للناشرين التقليديين.
عوضا
عن بناء علاقة مع القراء،
فإن الناشرين التقليديين أصبحوا لا
يتواصلون مع القراء وعلى نحو متزايد، وما لم يتمكنو من
تشكيل روابط حقيقية مع القراء فإنهم قد يبدأون في التلاشي تدريجيا. أكثر
شيء لا يفهمه الناس حول صناعة الكتاب
هي أن دور النشر التقليدية
لا تكلف نفسها عناء الاهتمام بقراءها ولا تبني اتصالات معهم. يقوم الناشرون بعقد صفقات مع المؤلفين والالتفات
الى الموزعين، أما القراء فهم يأتون في المرحلة اللاحقة أو
قد لا يهتمون بهم. على النقيض من ذلك، فإن أمازون تعرف كل شيء عن عملائها الذي يقومون بشراء
الكتب والزبائن وتبني علاقات وثيقة معهم، لحثهم على الشراء
لاحقا، كما تقوم بإعلامهم في حال صدور كتاب جديد لمؤلفهم المفضل، وما إلى ذلك. حيث أدركت أمازون أنه
العصر الذي أصبح المستهلك فيه الملك، بينما لم تدرك ذلك دور النشر التقليدية، وهذا يوضح سبب تراجعهم.
3. استثناء مثير للاهتمام من هذا النمط هي (Harvard Business Publishing).
قد تكون هارفارد الناشر التقليدي الوحيد التي تزدهر في هذا العالم الشجاع الجديد ، وذلك لأنها قامت ببناء علاقات مع عملائها عن طريق مدونات هارفارد (Harvard blogs)، ومن خلال المجلة، والآن من خلال ربط جهودهم لنشر كتاب عن كثب بالأنشطة الأخرى، لقد فهمت هارفارد مايريده كادرها الكبير من القراء والجماهير ولقد تعلمت كيفية التواصل معهم. وبالنظر إلى المستقبل، فإن هارفارد هي وجه ذاك المستقبل.
4.
النشر الذاتي نموذج آخر
للمواكبة المستقبل.
تقوم
مجموعة من الشركات الجديدة
بخلق نموذج هجين ذكي والتي ستكون فائزة
في المستقبل. هذا النموذج لا يدفع للكاتب مسبقا، وعلى عكس
ما ما موجود في الواقع، إذ غالبا ما يدفع
المؤلف للناشر مقابل خدماته المقدمة. لكن
شركات النشر الذاتي الحديثة تقدم بعض المساعدة التحريرية، وتقوم بوضع خطة تسويقية للكتاب،
على عكس نموذج النشر الذاتي القديم الذي يتلخص ببساطة في طبعه للكتب
وتسليمها إليك في صناديق. العديد من الكتاب في المستقبل سيقبلون على استخدام هذا التحول الحديث والذكي للنشر الذاتي.
5.
ما بقي من الكلمات
المكتوبة تذهب على الانترنت وتصبح
أقصر.
لقد أصبحت وتقييمات الكتب ونبذها متوفرة وبشكل
متزايد، وبات بالإمكان تحميل الكتب الرقمية
من الانترنت، حيث أصبح هذا نموذج يتكاثر بصورة عشوائية، فهو يشبع حاجتنا
للسرعة، كما أنه متاح على الفور مع إمكانية القراءة بسرعة. ناهيك عن
سهولة تحديثها وكونها متكاملة مع الفيديو. (newwordcity.com)
مثلا على أين يكمن المستقبل.
سنرى لاحقا كيف ستتحول هذه
التوقعات حقيقة لتصبح الريادة للكتب الرقمية، وأعلموني من فضلكم إن كنتم توافقوني
على ذلك أم لا.