مخرج "اغتيال السادات": لست مسئولا عن إعدام فرعون

الأحد، 3 أغسطس 2008 - 16:39

المخرج تامر محسن ينفى علاقته بفيلم إعدام فرعون المخرج تامر محسن ينفى علاقته بفيلم إعدام فرعون

كتب بهاء الطويل

"اللى حصل بالضبط أن الفيلم بتاعى أخذوه فى إيران واختصروه من ساعتين إلى نصف ساعة، بعد أن حذفوا منه اللى على مزاجهم". هذا ما قاله تامر محسن المخرج المصرى لـ فيلم "اغتيال السادات"، الذى اتضح بعد ذلك أنه الفيلم الأصلى الذى اشترته هيئة إيرانية، ثم عملت مونتاجا لأجزاء منه ودبلجتها بالفارسية، وأطلقت عليها اسم "إعدام فرعون".

محسن كان متحفظا، حتى أنه رفض التصوير، والسبب كما قال "أنا مش بحب الفرقعة الإعلامية ولا أسعى وراءها، وفيلمى تم عرضه منذ 3 سنوات، لكن لم يهتم أحد بعمل حوار معى". وأضاف: لست ضد التعامل مع وسائل الإعلام، بشرط أن يكون ذلك بسبب أعمالى الفنية، وليس بسبب "صدفة بايخة لا علاقة لى بها ".قاصداً الاستغلال السيئ لفيلمه من قبل هيئة إيرانية.

أكد محسن أن ما حدث مع فيلمه كان من الممكن أن "يحصل مع أى مخرج آخر"، كما أن الفيلم تم عرضه أكثر من مرة على قناة الجزيرة "ولم يعترض أى شخص على أى شىء فى الفيلم". وأضاف "أنا لست متهما بشىء حتى أتحدث لوسائل الإعلام وأدافع عن نفسى، أنا كل اللى عملته أنى أخرجت فيلما بشكل يحترم مهنتى وضميرى".

التزم محسن فى فيلمه بالحياد، وعلى حد قوله "حرصت على أن يضم الفيلم جميع الأطراف. فقد ضم شخصيات مؤيدة ومعارضة للسادات وأيضا باحثين محايدين"، فقد أجرى تامر خلال فيلمه لقاءات مع كل من جيهان السادات، ومصطفى خليل رئيس الوزراء الأسبق، والنبوى إسماعيل وزير الداخلية سابقاً والداعية الإسلامى يوسف البدرى، وعبد العليم محمد الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، واللواء فؤاد علام نائب رئيس مباحث أمن الدولة سابقاً وأبو العلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط .

التزمت الجزيرة باتفاقها مع تامر محسن "لم يتم حذف أى مشهد أو حتى لقطة من الفيلم، وتم عرضه كاملاً على جزأين" وعرضت الفيلم لأول مرة فى ذكرى اغتيال السادات عام 2006، ثم تكرر عرضه مرة أخرى العام الماضى، ولم تحدث أى ضجة وقتها. وحتى بعد أزمة فيلم إعدام فرعون لم يتذكر أحد فيلم الجزيرة، حتى قامت الهيئة الإسلامية لتكريم الشهداء فى إيران بتحميل نسخة من الفيلم على الموقع الإليكترونى الشهير "يوتيوب"، لتكون المفاجأة أن الفيلم الإيرانى هو ذاته الفيلم الذى تم عرضه على قناة الجزيرة، وهى كانت المفاجأة التى عرفها محسن بالصدفة، ولم يشغل باله بالفيلم الإيرانى الذى سمع عنه مثل باقى الناس. ولم يعرف أن فيلمه تم استغلاله بهذا الشكل إلا بعد أن "شاهده بعض أصدقائى على موقع اليوتيوب وأخبرونى أن الفيلم مقتبس من فيلمى".

يذكر أن تامر محسن مخرج شاب فى الثلاثينيات من العمر، وهو خريج أكاديمية الفنون الجميلة، قسم عمارة عام 1995، ودرس الإخراج بالمعهد العالى للسينما وتخرج فيه عام 2002، وعمل مساعد مهندس ديكور فى فيلمى المهاجر والمصير مع الراحل يوسف شاهين، وحصل على جائزة شادى عبد السلام عن فيلمه "الحفلة" فى المهرجان القومى السابع للسينما المصرية، وفى عام 2003 كان فيلمه "أن تنام بهدوء حتى الساعة السابعة" هو فيلم افتتاح مهرجان روتردام للفيلم العربى فى دورته الثالثة والفيلم وثائقى قصير مدته 16 دقيقة، وهو من تأليفه وإخراجه، وفى عام 2007 أخرج فيلما وثائقيا عن النادى الأهلى بمناسبة مئويته.
وبعيداً عن الأفلام الوثائقية أخرج محسن مسرحية "ماريونيت"، التى حصل عنها على جائزة أفضل عمل مسرحى فى المهرجان الرابع للمسرح الحر، كما شارك فى كتابة سيناريو مسلسل الأطفال الرمضانى "ظاظا وجرجير". كما أخرج للجزيرة فيلما وثائقيا عن "اغتيال حسن البنا" الذى عرضته الجزيرة فى يناير 2006، وأنتجته شركة هوت سبوت فيلمز "Hot Spot Films"، وهى واحدة من كبرى شركات إنتاج الأفلام الوثائقية ومقرها فى مدينة دبى للإعلام، يترأسها الإعلامى أسعد طه وهى مسئولة عن إنتاج أفلام وثائقية لعدة برامج لقناة الجزيرة، أشهرها برنامج "الجريمة السياسية" و"أرشيفهم وتاريخنا" "زيارة خاصة" "أدب السجون".

يقول المخرج تامر محسن عن فيلم اغتيال السادات: "عندما طلبت منى قناة الجزيرة عام 2006 أن أخرج لها فيلما وثائقيا عن اغتيال السادات"، سألت مسئولى الجزيرة سؤالا مهما "أيه الاتجاه اللى عايزينه للفيلم"، وكان يريد من وراء هذا السؤال "الاطمئنان أنه لن يكون فيلما موجها"، وكان الاتفاق بين تامر والجزيرة "أنى أعمل الفيلم زى ما أنا عايز".