العلم الليبي 

تنص المادة السابعة من الدستور الليبي، على أن "يكون العلم الوطني على الشكل والأبعاد الآتية : طوله ضعفا عرضه ويقسم على ثلاثة ألوان متوازية أعلاها الأحمر فالأسود فالأخضر، على أن تكون مساحة اللون الأسود تساوي مجموع مساحة اللونين الآخرين وأن يحتوي في وسطه على هلال أبيض بين طرفيه كوكب أبيض خماسي الأشعة "، فيما نصت المادة السادسة على أن "يُعيّن شعار الدولة و نشيدها الوطني بقانون".

و لقد أورد الباحثون آراءً وتفسيرات عدة لمغزى اختيارهذا الشكل والألوان المميزة للعلم الليبي. فجاء في رواية منقولة عن السيد ادريان بيلت مندوب الأمم المتحدة المكلف بالاشراف على تنفيذ قرار الأمم المتحدة باستقلال ليبيا ما يلي: "نهض السيد عمر شنيب (عضو الجمعية الوطنية المكلفة بوضع دستور الاستقلال الليبي) وعرض تصميم العلم الذي رُسم على قطعة من الورق؛ وهو يتشكّل من ثلاثة ألوان، الأحمر والأسود، والأخضر، مع هلال ونجمة بيَضاويين في وسط الجزء الأسود، وأبلغ الحاضرين أن تصميم هذا العلم كان اختيار الأمير ادريس السنوسي. وقد وافق الأعضاء على تصميم العلم الذي قُدّم إليهم"، ولم يوضح المندوب الاممي السيد ادريان بيلت ما اذا كانت هناك أي تصاميم أخرى في هذا الاعتبار.

أما بالنسبة لما ترمز اليه هذه الألوان فهناك أكثر من رأى، هى في مجموعها صحيحة: فمن الناحية الرمزية جاء اللون الأحمر في الأعلي ليرمز الي دماء الشهداء الأبرار، والتضحيات الجسيمة التي بذلها الشعب الليبي لنيل إستقلاله. وجاءت في المنتصف راية الجهاد السنوسية السوداء التي يتوسطها الهلال والنجمة البيضاء. تلك (الراية) التي رفعها المجاهدون الليبيون وعلي رأسهم شيخ الشهداء عمر المختار ضد المستعمر ، وهي نفس الراية التي كان يرفعها جيش التحرير السنوسي عندما شارك فى الحرب العالمية الثانية الي جانب الحلفاء ضد قوات المحور في مصر وليبيا. ثم اللون الأخضر الذي يرمز الى الخير والرخاء والنماء للأمة الليبية ومستقبل أجيالها.

وبالإضافة الى هذه المعاني السامية يرى آخرون أن (العلم الليبي) بتصميمه المميز له دلالات وطنية أخرى من أهمها وحدة الأمة بأقاليمها الثلاثة طرابلس وبرقة وفزان وكونها جزء لا يتجزء من الأمة الاسلامية. حيث كان اللون الأحمرهو اللون الغالب لعلم دولة الخلافة العثمانية (وبداخله الهلال والنجمة البيضاء)، وكذلك الأحمر في راية الاسطول الطرابلسي في العهد القرمانلي. و لون النخلة الخضراء في علم الجمهورية الطرابلسية. ثم الأسود وبداخله الهلال والنجمة البيضاء علماً لإمارة برقة التي أعلنت استقلالها في سنة 1949 أي قبل اعلان استقلال ليبيا الموحدة بعامين. ولم يكن لاقليم فزان من علم مميز قبل الاستعمار الايطالي سوى علم الدولة العثمانية.

و يجدر بالذكر أنه بالإضافة الي المعاني السامية المذكورة أعلاه، جاء تصميم العلم الليبي - وكذلك شعار الدولة (التاج) - كما أقره آباؤنا و أجدادنا، خاليا من أي رموز مستوحاة من حقبة الاستعمار، وغير محتوٍ على شعارات تنافي الذوق الرفيع أو التقاليد الليبية الاسلامية العريقة.