احتضنت وزارة الشؤون الخارجية صباح اليوم في رام الله ، جلسة مشاورات سياسية بين وزارتي الشؤون الخارجية في بلغاريا وفلسطين، بحضور وزير الشؤون الخارجية د.رياض المالكي و نائب وزير الخارجية البلغاري ديميتر تسانشيف.
واستعرض الوزير تطورات ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية وتوقيع اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات مهنية مستقلة.
وقد اشاد الوزير المالكي بعمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والتي تعود لفترة طويلة من مراحل النضال الوطني الفلسطيني واعتبر ان بلغاريا بحكم علاقتها الجيدة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي فإنها تستطيع أن تلعب دور ايجابي لمصلحة السلام في الشرق الوسط ، مثمنا الموقف السياسي لجمهورية بلغاريا الداعم للقيادة الفلسطينية والتعاون بين البلدين في العديد من المجالات .
كما اطلع الوفد على مجمل التحرك السياسي للقيادة الفلسطينية والذي يطالب إسرائيل بالالتزام بالشرعية الدولية ومرجعياتها للوصول الى قيام دولة فلسطينية على حدود على حدود الرابع من حزيران 1967 وقال ان تحرك القيادة الفلسطينية نحو الأمم المتحدة هو لحماية حل الدولتين
واستعرض المالكي الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة ضد شعبنا وحقوقه والتي تتناقض مع قواعد القانون الدولي،مؤكدا انه دون تدخل المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات، فإن أي حديث عن العملية السياسية سيظل غير ذي مغزى، مشددا على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها ضد شعبنا، والذي تمارسه ضد الاحتجاجات السلمية للمواطنين وأدت إلى سقوط العديد من الضحايا، وكذلك إلزامها بوقف تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد شعبنا وممتلكاته الذين يتحركون تحت اعين الجيش الإسرائيلي ودعمه.
وحذر وزير الشؤون الخارجية من العواقب الوخيمة لاستمرار هذه الانتهاكات، كما شدد على ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاجتياح العسكري لمناطق السلطة الوطنية، والوقف الكامل للأنشطة الاستيطانية، وبما يشمل القدس المحتلة، وكذلك وقف سياسة هدم وإخلاء المنازل، بالإضافة إلى ضرورة إلغاء نظام التحكم والسيطرة عن شعبنا ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وتطرق المالكي الى تقرير القناصل الاوروبيين في القدس الشرقية وطالب بتبنيه رسميا كوثيقة أوروبية.كذلك المطالبة بضغط أوروبي ودولي لفتح المؤسسات الفلسطينية في القدس ووقف كافة الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة وبشكل خاص في مجال المياه كما اشار الى تقارير القناصل الاوروبيين المتعلقة بمنطقة c وما تقوم به اسرائيل لطرد سكانها وتهويدها.
كما حث بلغاريا الى دعم وتأييد طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وتأييد القرارات الدولية الداعمة لفلسطين خلال التصويت عليها في المحافل الدولية وخصوصا دعم عضوية فلسطين لدى منظمة التجارة العالمية WTO
وتناول الاجتماع الوضع الإقليمي في المنطقة على ضوء الربيع العربي وما يشهده من تطورات تعيشها الدول العربية بإشكال مختلفة.
من جانبه، أكد تسانشيف على اهمية العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين، والقائمة على الصداقة والتفاهم والاحترام المتبادل،مشيرا للقاء جمع وزيري الخارجية الفلسطيني والبلغاري في الامم المتحدة في شهر ايلول الماضي وجدد دعمه الكامل للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة، كما أشاد بجهود السلطة الوطنية في لبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية.
واكد على اهمية تطوير علاقات بلغاريا وفلسطين والمنطقة العربية والاستفادة من التجربة البلغاريةفي تدعيم مسيرة الديمقراطية وبناء المؤسسات.
وقد أكد الجانبان على أهمية توثيق علاقات التعاون بين البلدين من خلال توقيع اتفاقيات إطار وتشكيل لجان مشتركة في مجالات متعددة مثل السياحة والاقتصاد والزراعة والثقافة والتدريب الدبلوماسي.
حضر الاجتماع من الجانب البلغاري مستشار رئيس الوزراء البلغاري آنجل تشولاكوف، ورئيس إدارة الشرق الأوسط وإفريقيا في الخارجية السفير الكساندر أولشيفسكي،ومدير الشرق الاوسط جوليا بيرغوزليفيا ومن الجانب الفلسطيني رئيس ديوان الوزير السفير احمد الديك ، ورئيس قطاع اوروبا السفير امل جادو و مدير دائرة أوروبا الشرقية عمر الفقيه ومدير الإعلام حسان البلعاوي
و يأتي اجتماع اليوم تنفيذا لاتفاقية المشاورات السياسية التي تم توقيعها في رام الله قبل عامين.
وتم التوقيع اثر الاجتماع على البرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون في مجال التعليم والعلوم والثقافة.
