لارس لاجرباك هو المدرب الأجنبي رقم 23 الذي يتولى تدريب المنتخب النيجيري بعد الإنجليزي جون فينش الذي كان أول من يقوم بهذه المهمة في عام 1949، ولكن لاجرباك هو أول اسكندنافي يتعامل مع منتخب النسور. وكان اختياره في فبراير/شباط الماضي من بين العديد من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب مفاجأة كبرى، فقد كانت قائمة المرشحين تضم عمالقة من أمثال سفين جوران إريكسون وجلين هودل.

ومن الواضح أنه أذهل من أجروا معه المقابلة الشخصية قبل أن ينال هذا المنصب، فقد أثنى عليه ساني لولو رئيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم واعتبره الرجل الذي يحتل مكانة خاصة في نيجيريا الآن، وصرح بأن: "فكر المدرب وثقته الكبيرة سيحفزان العقلية المطلوبة ويبثان روحاً جديدة في لاعبينا". وفي هذا الحوار الحصري مع موقع FIFA.com يطلعنا لاجرباك على أفكاره وانطباعاته وتوقعاته في أول مغامرة أفريقية يخوضها في حياته.

FIFA.com: تهانينا على تعيينك مدرباً لنيجيريا. كيف يسير العمل حتى الآن مع الاتحاد النيجيري لكرة القدم؟  
لارس لاجرباك: أشكرك. لقد تأثرت كثيراً بالفعل بالحفاوة البالغة التي تلقيتها هنا. وقابلت أيضاً الكثير من الأشخاص الذين تركوا لدي انطباعاً إيجابياً. لقد كان وقتاً رائعاً سمعت فيه بعض الكلمات الطيبة وبعض الكلمات الحازمة أيضاً. وقد أحسن الاتحاد النيجيري لكرة القدم العمل بالتخطيط لمباريات ودية وبالعمل على تواصل عمل الفريق، وهو ما سيساعدني أيضاً على إجراء تقييم سريع للاعبين. أعتقد أننا قادرون على فعل شيء ما، ولكني بالطبع كنت أود لو أتيح لنا وقت أطول للاستعداد.

تعيش كرة القدم النيجيرية الآن وقتاً عصيباً. فهل يمكنك القول بأن ما أنت بصدده هو مهمة صعبة في هذا التوقيت؟         
ليس بوسعنا أن نقول إنه يوجد فريق لا يواجه مشاكل. الشيء الأساسي بالنسبة لأي فريق هو أن يكون لديه مهارات فردية جيدة، وأستطيع أن أقول لك بكل صدق بناء على المباريات العديدة التي شاهدتها للنسور إنه من الواضح أن لاعبي نيجيريا لديهم المكونات الأساسية اللازمة في كرة القدم.

لذلك فإن ما يأتي بعد ذلك هو موقف اللاعبين أنفسهم. بمعنى هل هم مستعدون للعمل بنسبة 100 في المئة من أجل الفريق؟ هل هم مستعدون للعمل بكل ما أوتوا من قوة؟ ما الذي يعنيه لهم اللعب في الفريق الوطني لبلادهم؟ وهل يمكن أيضاً أن يلعبوا كما يتوقع الكل منهم ويبذلوا كل جهدهم للنهوض بالفريق دائماً؟ إذا كان الرد على كل هذه الأسئلة رداً إيجابياً وإذا كانوا يتمتعون بالمهارات الفردية اللازمة، ستكون لديهم دائماً الفرصة للعب الكثير من المباريات في المنتخب الذي أدربه.

أود أن أعمل مع كانو لأنني أرى أن كانو بمثابة أسطورة. أستطيع أن أتذكر عندما كنت أقود السويد في مباراة ضد نيجيريا في كأس العالم 2002، لقد كان لاعباً رائعاً. ولكن كلنا يكبر في السن يوماً بعد يوم حتى يأتي الوقت الذي يستحيل فيه الاستمرار.
لارس لاجرباك، مدرب نيجيريا

اتهمت الجماهير والصحافة اللاعبين النيجيريين بعدم الوفاء للفريق الوطني. فكيف تنوي تحفيز نفس هؤلاء اللاعبين لخوض المهمة الجسيمة المقبلة؟       
من الأهمية بمكان أن يكون اللاعب فخوراً بارتدائه لقميص بلاده في كأس العالم أو أي مسابقات أخرى. وما أود فعله الآن هو أن أتحدث مع الكثير من اللاعبين وأن أحاول أن أوضح لهم متعة وأهمية اللعب للفريق في المقام الأول. فيجب أن أقول لهم إنهم حتى إذا كانوا يجنون الكثير من المال مقابل اللعب للأندية الأوروبية، فإنهم يجب أن يشعروا بالفخر للعب في الفريق الوطني من أجل بلدهم. سوف أحاول أن أحفزهم وأشرح لهم قدر المستطاع، ولكن إذا اتضح لي أن لاعباً لا يريد أن يقدم  أفضل ما لديه من أجل الفريق، فإنه لن يكون في فريقي.

هل أصبحت لديك فكرة عمن ستختارهم من اللاعبين للمشاركة في كأس العالم FIFA في جنوب أفريقيا؟
لقد شاهدت بعض المباريات التي لعبتها نيجيريا في أنجولا في كأس الأمم الأفريقية، كما شاهدت بعض شرائط الفيديو الأخرى للفريق. لذلك أعتقد أنني أصبحت أعرف عنهم الكثير بالفعل. ورغم أن الوقت مازال مبكراً لأقول مع أي من اللاعبين أحب أن أعمل، فإنني أعتقد أن ما سأنظر إليه عند اختيار اللاعبين هو أيهم أكثر مهارة وأيهم أفضل من هذه المجموعة. كما أنني سأنظر في الدوري المحلي في نيجيريا وفي باقي العالم بحثاً عن أفضل اللاعبين من أجل كأس العالم. وعندئذ سأضع قائمة بالمرشحين النهائيين وسأحاول أن أختار من هذه القائمة اللاعبين الذين يشكلون الفريق الأفضل لكأس العالم.

ولا يمكن للمدرب أن يعد أي لاعب بأنه سيلعب في كأس العالم. فبعض اللاعبين قد لا يلعبون دقيقة واحدة في كأس العالم. لذلك يمكن للاعب أن يتصور المشاركة في معسكر الإعداد لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع، أو أربعة أسابيع قبل النهائيات مباشرة، ثم لا يلعب ولو لدقيقة واحدة – إما لخروجه من الحسابات في النهاية أو لأن اللاعبين الآخرين يلعبون جيداً بحيث لا يرغب المدرب في تغيير تلك المجموعة التي تحقق الفوز خلال البطولة. إن ذلك يمكن أن يكون تجربة قاسية بالفعل. وهكذا فإن هذا هو أحد المواقف التي يمكن أن تحدث في كرة القدم ويجب على اللاعبين أن يعدوا أنفسهم لذلك الاحتمال.

أستطيع أن أترك أثراً ملموساً مع النسور رغم ضيق الوقت بين بداية عملي معهم وكأس العالم. صحيح أن الوقت المتبقي قبل كأس العالم قصير، ولكن ما علىَّ فعله هو أن أجد حلاً.
لارس لاجرباك، مدرب نيجيريا

من المهم بالنسبة لي أن يفهم اللاعب الاحتياجات أو الحقائق الأساسية في كرة القدم، وأهم ما في الأمر هو أن يفهم المطلوب منه على أرض الملعب وخارجها. ويمكن أن نستخدم بعض الإحصائيات لنوضح ذلك للاعبين. فعلى سبيل المثال، إذا كنت لاعب جناح وقمت بلعب 50 تمريرة عرضية في إحدى المباريات ولم يكن من بين هذه التمريرات إلا تمريرة واحدة جيدة، فإن ذلك يمثل مشكلة. وهكذا فإنك إذا كنت تريد أن تلعب في فريقي كجناح ولا تلعب إلا تمريرة عرضية واحدة جيدة من بين 50 تمريرة، فإن ذلك يعني أنك لست جيداً بما يكفي للعب في فريقي. وذلك يعني أن عليك أن تركز وأن تتدرب أكثر قبل أن تنال فرصة للانضمام للفريق.

هل يمكن أن يكون للاعب الكبير نوانكو كانو مكان في فريقك؟        
أود أن أعمل مع كانو لأنني أرى أن كانو بمثابة أسطورة. أستطيع أن أتذكر عندما كنت أقود السويد في مباراة ضد نيجيريا في كأس العالم 2002، لقد كان لاعباً رائعاً. ولكن كلنا يكبر في السن يوماً بعد يوم حتى يأتي الوقت الذي يستحيل فيه الاستمرار. ولكن قبل الإجابة على سؤالك عما إذا كان كانو سيكون ضمن فريقي المشارك في كأس العالم مثل أي لاعب آخر يرغب في المشاركة، أحتاج إلى أن أرى كانو وغيره من اللاعبين لأقرر. أود أن أراهم، وأقابلهم، وأتحدث إليهم أيضاً. وبعد أن أراهم سأستطيع أن أجيب على سؤالك بشأن كانو. ولكني أرى أنه كان لاعب كرة قدم رائعاً، ربما أحد أفضل اللاعبين في تاريخ نيجيريا.

ما هي طريقة اللعب التي تنوي تطبيقها مع منتخب نيجيريا في كأس العالم؟        
لدي فلسفتي الخاصة كمدرب، ولكن المهم بالنسبة لي هو دمج المهارات الفردية الموجودة في الفريق. أولاً، يجب أن نعرف اللاعبين الذين سنختارهم للبطولة قبل تحديد طريقة اللعب التي سنستخدمها. لقد لعبنا بطريقتي 4-5-1 و4-4-2 لأنني أرى أنه عند مواجهة فرق رفيعة المستوى، وفريق السويد هو أحد أفضل الفرق أيضاً في رأيي، يجب أن يكون المرء واقعياً في اختياره للنظم التي تحقق أفضل فرصة لتحقيق الفوز. وذلك هو هدفي مع النسور. يجب أن أنتظر وأدرس الفريق أولاً قبل أن أعرف الأسلوب أو النظام الأمثل.

هل ستكون مشاركة نيجيريا في كأس العالم ناجحة؟   
إذا لم أكن أعتقد هذا ما كنت لأقبل هذا المنصب من البداية. أستطيع أن أترك أثراً ملموساً مع النسور رغم ضيق الوقت بين بداية عملي معهم وكأس العالم. صحيح أن الوقت المتبقي قبل كأس العالم قصير، ولكن ما علىَّ فعله هو أن أجد حلاً، وأن أختار فريقي، وفيما يتعلق بالتمرين في معسكر التدريب، آمل أن يكون لدي ثلاثة أسابيع على الأقل أعمل فيها مع اللاعبين. ففي ثلاثة أسابيع يمكن للمرء أن يفعل الكثير. إنني مفعم بالأمل.

حدد الاتحاد النيجيري لكرة القدم الهدف المطلوب منك تحقيقه ببلوغ نصف النهائي في كأس العالم، فهل هذا هدف يمكن تحقيقه على أرض الواقع؟        
نيجيريا لديها فرصة عظيمة للظهور بصورة طيبة في كأس العالم. وحتى عندما كنت أدرب بلداً صغيراً مثل السويد كان لدي دائماً ذلك الطموح والإيمان بأننا نستطيع الفوز بالمباريات واللعب جيداً. إذا لم تكن مؤمناً بأنك قادر على الفوز بالمباريات في إحدى البطولات كفريق وكمدرب، فإنك لا تستحق أن تدخل المنافسة. إن الفوز هو كل ما يهم عند خوض منافسات من هذا المستوى في كرة القدم. وأعتقد أن نيجيريا لديها فرصة واقعية لتحقيق الكثير في كأس العالم في جنوب أفريقيا.